فاستقم كما أمرت ومن تاب معك

[size=21]فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولاتطغوا انّه بما تعملون
بصير ، ولا تركنوا الى الذّين ظلموا فتمسّكم النّار وما لكم من دون اللّه
من أولياء ثمّ لاتنصرون

يقول ابن كثير في معرض تفسير هذه الايات :"أنّّ الله تعالى يأمر
رسوله وعباده المؤمنين بالثّبات والدّوام على الاستقامة وذلك من أكبر العون
على
النّصر على الاعداء ومخالفة الاضداد، ونهى عن الطغيان وهو البغي ،فانّه
مصرعه حتّى ولو كان على مشرك ، وأعلم تعالى أنّه بصير بأعمال العباد
لايغفل عن شيء ولا يخفى عليه وشيء"
وقوله تعالى
ولاتركنوا الى الذّين ظلموا
قال عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاس " لا تداهنوا " وقال العوفيّ عن بن
عبّاس" هو الرّكون الى الشرك" وقال ابو العالية" لاترضوا بأعمالهم" وقال
بن جرير عن بن عبّاس " ولا تميلوا الي الذّين ظلموا" وهذا القول حسن أي :
لاتستعينوا بالظلمة فتكونوا كانكّم قد رضيتم بأعمالهم"
فتمسّكم النّار ومالكم من دون الله من أولياء ثمّ لا
تنصرون
أي ليس لكم من دونه من وليّ ينقذكم ، لا ناصر يخلّصكم من عذابه . ويقول
الامام الشوكاني في معرض تفسيره لهذه الايات ، انّ تفسير قوله تعالى
فاستقم كما أمرت
أي كما أمرك الله ، فيدخل في ذلك جميع ما أمره به جميع ما نهاه عنه، لانّه
قد أمره بتجنّب ما نهاه عنه ، كما أمره بفعل ما تعبّده بفعله .
وأمّته أسوته في ذلك ولذلك قال تعالى
ومن تاب معك
أي رجعك من الكفر الى الاسلام وشاركك في الايمان
ولاتطغوا
الطغيان: مجاوزة الحدّ ، فلمّا أمر اللّه سبحانه وتعالى بالاستقامة
المذكورة بيّن أنّ الغلوّ في العبادة والافراط في الطاعة على وجه تخرج به
عن
الحدّ الذّي حدّه والمقدار الذّي قدّره ممنوع منه منهيّ عنه, وذلك كمن يصوم
ولا يفطر ويقوم الليل ولا ينام ويترك الحلال الذّي اذن الله به ورغّب فيه
ولهذا يقول الصادق المصدوق فيما صحّ عنه :" اّمّا أنا فاصوم وأفطر ، وأقوم
وأنام وانكح النساء، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي"
انّه بما تعملون بصير
يجازيكم على حسب ما تستحقّون . وقوله
ولاتركنوا الى الذّين ظلموا
قال القرطبيّ في تفسيره: الركون حقيقته الاستناد والاعتماد والسكون الى
الشيء والرّضى به ، فروى قتادة وعكرمة في تفسير الاية انّ
معناها لا تودّوهم ولا تطيعوهم. وقال عبد الرّحمان بن زيد بن اسلم في تفسير
الاية: " الركون هنا الابهام وذلك أن لا ينكر عليهم كفرهم ".
وقال ابو العالية :" معناه لا ترضوا أعمالهم"
قيل انّها عامّة في الظلمة من غير فرق بين كافر ومسلم ، وهذا هو الظاهر من
الاية . وقال النيسابوري في تفسيره:" قال المحقّقون: الرّكون
المنهيّ عنه هو الرضى بما عليه الظّلمة او تحسين الطريقة وتزيينها عند
غيرهم ومشاركتهم في شيء من تلك الابواب.
قوله تعالى
فتمسّكم النّار
بسبب الرّكون اليهم وفيه اشارة الى أنّ الظملة أهل النّار أو كالنّار.
ومصاحبة النّار توجب لا محالة مسّ النّار. وجملة
ومالكم من دون الله من اولياء
والمعنى أنّها : تمسّكم النّار حال عدم وجود من ينصركم
وينقذكم منها
ثم لا تنصرون
من جهة الله سبحانه ، اذ قد سبق في علمه أنّه يعذّبكم بسبب الرّكون الذّي
نهيتم عنه فلم تنتهوا عنادا وتمرّدا

[/size]

شكرا جزيـلا
طرح رآقيـ
باركـ اللهـ فيكـ
تحياتي

شكرا لكـ

مشكوووووور

بارك اللة فيك