بذور العاطفة

تداعبني ذكريات الطفولة و براءة بنت الحارة

كنت أراها من بعيد ، من شرفة منزلنا في الطابق العلوي

ناعمة كالفراشة ، تسحرني ابتسامتها الحلوة كل صباح

تداعب أناملها قفص يغرد فيه كناريّ وردي اللون

كنت أراه من بعيد حالماً بالحرية ...

ذات صباح ، كان السحاب الأسود يملأ صدر السماء

كنت أسمع أنينها .. تصرخ رعداً .. تومئ بالمطر

وقفت عند شرفة المنزل وانتظرتها طويلاً ، يومها لم تسطع الشمس و يومها غاب القمر

و غابت عن عيوني طويلاً ، كان قدرها الرحيل ..

إلى دنيا الغرب ، حيث اللا عاطفة ، حيث الحياة مجرد عملة ورقية يتسابق إليها الجميع

ترى هل ستجد هناك شاباً ينتظر ابتسامتها كل صباح ليتابع مسيرة يومه بإشراق و تفاؤل ؟

هل ستجد الحب الذي تحلم به كل فتاة ؟؟

لا زلت أقف كل صباح عند شرفة منزلنا في الطابق العلوي ولا زال ذاك السجين يغرد في قفصه وحيداً .. ينتظر تلك الأنامل الفضية كي تداعب قفصه و تؤنس وحدته حالماً أن يطير إليها يوماً ليداعب شعرها الطويل و تلامس صدره براحة كفيها فلا تتركه أبداً .......
************************************************** *************************
بقلم : حسام الزينو السلوم
..... ( أسرار البحار )