بسم الله الرحمن الرحيم
هكذا ابتلي الفقهاء من الحجارة...بقلمي
في النفس كلام طويل جدا، اكتفي بهذه القصة التي مرت بي أثناء المطالعة....
قال الأستاذ محمد عوامة في كتابه "أثر الحديث الشريف في اختلاف الفقهاء" (8) :
"
لقد جاءني شاب عامل ميكانيك في معمل النسيج في بلدنا حلب، وكان مجيئه عقب
صلاة العشاء في ليلة من ليالي الشتاء الطويلة، وهو يتكلم بأعصاب باردة
–كعادة أولياء أمره- ومكث إلى الساعة الثانية عشرة ليلا، فلم أخرج معه
بنتيجة –والحمد لله- لأنه جاهل لا يفهم ضابطا علميا أوقفه عنده، وما
حملني على الصبر عليه هذه الفترة الطويلة إلا مراقبة الله تعالى والشعور
بالمسؤولية.
كان
يحمل بيده ورقة فيها حديث الإمام مسلم في "صحيحه" في الوضوء من لحوم
الإبل، وكلام النووي رحمه الله...وفيها إذا صح الحديث فهو مذهبي، وفيها ذكر
للكمال بن الهمام، وعبد الحي اللكنوي رحمهما الله.
ويريد
هذا العامل العالم أن يلزم أبا حنيفة والشافعي بالقول بوجوب الوضوء من
لحوم الإبل، لأنهما قالا إذا صح الحديث فهو مذهبي، وقد صح الحديث.
وكان
من علمه انه حينما قرأ عليا اسم ابن الهمام –بالضم- قرأه هكذا :ابن الهمام
بالفتح، وحينما قرأ علي اسم اللكنوي –بإسكان الكاف- قرأه اللكنوي
بفتحها..." اهـ