السلام عليكم
من اصعب المشاكل واكثرها تاثيرا في المجتمع هي مسالة
الطلاق حيث تحتوي ابعادا انسانية وتربوية مؤلمة للافراد صغارا وكبارا على
حد سواء، ويلاحظ ازدياد هذه الظاهرة في المجتمعات التي تعمل بها المراة
بكثافة حيث تحصل على حرية واستقلالية كبيرة لها تمكنها من التفكير
باستطاعة العيش دون زواج.
ووصف استاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت الدكتور فهد الناصر الطلاق بانه ظاهرة عالمية لا تخص مجتمعا دون آخر. حسب وكالة كونا.
واوضح
الناصر في محاضرة ضمن فعاليات الملتقى الثقافي الاول الذي نظمته ادارة
تنمية المجتمع في وزارة الشؤون تحت شعار (الطلاق مشكلة ام حل) ان الخطورة
في موضوع الطلاق تكمن في ارتفاع معدلاته.
وقال ان الخطوات
الاجرائية المتبعة في المحاكم سهلة مطالبا بوضع اجراءات اكثر شدة حتى لا
يستسهل الزوج طلاق زوجته مبينا ان الطلاق لدى البعض لم يعد وصمة كما كان
في السابق.
وتحدث عن اسباب الطلاق ومنها تغير شكل الاسرة من (اسرة
ممتدة) الى (اسرة نواة) مشيرا الى ان الاسرة الممتدة تشكل نوعا من الحماية
للابناء لوجود الاب الكبير اي والد الزوج .
واضاف ان خروج
المتزوجين حديثا عن الاسرة الممتدة في سكن خاص يسهم في زيادة حالات الطلاق
منبها الى اهمية ان يستفيد حديثو الزواج من توجيهات الاسرة الممتدة التي
يوجد بها والد الزوج ووالدته وبخاصة في السنوات الاولى من الزواج.
واشار
الى ان الدراسات تشير الى ان الاختيار الزواجي الذي يتم من قبل الاسرة
افضل بشكل عام من الاختيار الفردي وان الحالات التي تم بها الزواج وفق هذا
النظام كانت معرضة بدرجة اقل للطلاق.
وتطرق الى مسألة خروج المراة
للعمل وقال ان الابحاث تشير الى ان تزايد معدلات الطلاق في المجتمعات التي
تعمل بها المراة موضحا ان عمل المراة يوجد لديها نوع من الاستقلالية
المادية ويجعلها تشعر ان بامكانها ان تستقل وتعيش من دون الرجل.
وقال
ان الزواج غير المتجانس يسهم في زيادة حالات الطلاق كأن يكون الزوجان من
حبية مختلفة او ان يكون الفارق العمري بينهما كبيرا واضاف ان من امثلة
الزواج غير المتجانس ان يكون الفارق في المستوى التعليمي بينهما كبيرا.
وتناول الناصر زواج الاقارب وقال ان الدراسات تبين ان الاقارب اكثر استقرارا بشكل عام من زواج الاباعد.
وبالنسبة
لاهمية فترة الخطوبة بين الدكتور الناصر اهمية الاستفادة من هذه الفترة
موضحا انها فترة مهمة يستفيد منها الزوجان في الحصول على المعلومات الخاصة
بالطرف الاخر مشيرا الى ان ثلث حالات الطلاق تحدث في السنة الاولى من
الزواج مؤكدا اهمية الاستفادة من فترة الخطوبة.
وقال من الاسباب
التي تبقي على استقرار الاسرة وتبعد شبح الطلاق وجود الاطفال وبخاصة في
السنة الاولى من الزواج باعتباره نوعا من الحماية والاستقرار للاسرة مشيرا
الى انه كلما زاد عدد الابناء زادت فرصة استمرار الزواج.
بدوره رأى
الباحث الاجتماعي والديني فيصل الحردان في المحاضرة ذاتها ان الطلاق مشكلة
نفسية من أبرز اسبابها عدم تقبل الزوج لزوجته وضعف الحوار بينهما وتدخل
أهل الزوج او الزوجه واهمال الزوج او الزوج’.
وبين الحردان ان الطلاق له تاثير كبير على الابناء كأن يضعف من مستواهم الدراسي ويزيد من معدلات الاكتئاب والعنف لديهم.
وفي
سياق متصل نقل تقرير لموقع عمّان نت عن تذبذب نسب الطلاق في بعض مدن
الاردن وخصوصا في المناطق الريفية، فنسبة الطلاق هناك تبلغ ما بين ( 15%
الى 18% ) في حدّها الاقصى، ولا تتجاوز (10%) في حدودها الدنيا، وتتوزع
النسب بين حالات الطلاق المختلفة، فالطلاق الرجعي يبلغ ( 3% ) والطلاق
البائن قبل الدخول من (10% الى 12%) فيما تبلغ نسبة الطلاق البائن قبل
الدخول من (3% الى 5%)، وذلك حسب تصريح قاضي المحكمة الشرعية جمال
الرحامنة.
ويتطرق التقرير الى عدداً من الاسباب المهمة في قضايا
الطلاق مثل "الزواج المبكر ليس بالنسبة للفتاة فقط بل للشاب ايضاً، فعند
بعض العائلات يقوموا بتزويج الشاب صغير السن فلا يستطيع تحمل العبء
والمسؤولية، ايضاً القصور في فهم موضوع الزواج حيث انهم يعتبرون الزواج
ليس بناء أسرة ولا شراكة بل مظاهر وإشباع رغبات فقط فيفيقوا على واقع هم
غير مهيئين له لا نفسياً ولا جسدياً".
ويشير تقرير سعودي الى
ارتفاع معدلات الطلاق بين الأزواج في السعودية خلال الـ 20 سنة الماضية من
20 فى المائة إلى 60 فى المائة، محذرا من خطر محدق يصيب المجتمع السعودي
في المستقبل.
وكشف التقرير، الذى أعدته احدى المحاكم بمدينة جدة
السعودية، ان معظم حالات الطلاق شكلت المرأة عاملاً أساسيا في حدوثها
بنسبة 60 فى المائة لعدم قدرتها على الوفاء بمتطلبات زوجها ما يدفع الزوج
الى اللجوء للطلاق كخيار للتخلص من زوجته.
وأوضح ان من أبرز
الاسباب المؤدية الى الطلاق عدم معرفة الزوج والزوجة الحقوق والواجبات
المترتبة على عقد الزواج والتعجل في التعاطي مع المشكلات التي تطرأ في
بداية الحياة الزوجية.
وأضاف التقرير ان هذه النسبة العالية من
الطلاق يكون سببها عدم تأهيل الشاب والفتاة تأهيلا مركّزا قبل الزواج حيث
يفاجأ الشاب بالفتاة موجودة لديه في المنزل ولا يستطيع التعامل معها كزوجة
لها حقوقها التي يجب عليه توفيرها والعاحترام لدى الفتاة التي لا تعرف
كيفية التعامل مع زوجها تعاملا سليما وليس لديها الخبرة في كيفية ادارتها
منزلها مما يؤدي الى عدم تواصل الحياة بين الزوجين.
وأشار
التقرير الى ضرورة اقامة دورات تأهيلية للشباب والفتيات قبل اقدامهما على
الزواج لكي يتعرف كلا الجانبين بما عليه من حقوق زوجية، منوهاً فى هذا
الصدد الى تجربة ماليزيا بتدريب الشباب والفتيات المقبلين على الزواج حيث
لا يمكن عقد أي زواج في ماليزيا إلا بعد اجتيازهما دورات تأهيلية قبل
الزواج.
وطالب بتنظيم محاضرات متنوعة في التربية والحياة الزوجية
وفتح باب الحوار لمناقشة بعض المشكلات التي تعانيها الأسر في السعودية
ورفع مستوى الوعي لدى المرأة وفقا لأولويات المرحلة الراهنة والتطور
الحضاري مما ينعاحترام أثره إيجابا على تبصير المرأة بطبيعة المرحلة
واحتياجاتها الزوجية.