أنا الشمس
نظرتُ إليها ولم أكن أتوقع أن أراها بذلك الشكل, صفراء ذهبية تحترق كالمزهرية, تحترق بالفعل, قالتْ لا أريدك أن تفكري بأي شيء آخر, انظري إلي ولا تنظري للأرض وتفكري بذلك الآخر, الذي يعيش على القتل, أنت في القلب كالدم في العروق, كان بإمكانك أن تكوني أفضل من ذلك, لو أنك لم تتخلي عن الشروق, لا أعلم لم فعلتْ ذلك ورحلتْ, جعلتني أخرج للبحث عنها, ورحت أسأل كل شخص أقابله في طريقي منها, إن كان قد رآها أو لمح ذكراها, لقد اختفت ولم يعد يظهر نورها, لقد اختفت تماماً وكأنها خرجت من شعورها بين ليالي الفل, أنا الشمس كيف لا تعرفني, كيف لم تفهمني, مهما كبرت قلبي ما يزال طفلاً, مشكلتنا نحن عزيزتي القلب الطيب, مباشرة ننسى ونسامح, فآه من القلب الطيب, لكن لا تضعي كل ثقتك بي, فأنا ما زلت إنسان, وربما ذات يوم من الممكن أن أخون وأكذب وأغدر, لا بد أن أفعل ذلك, فهذه صفات الإنسان وطبعه, فاحذري من كل شيء, ومن كل شخص وأولهم أنا, أنا الشمس بالفعل, أضيء وأحرق كل شيء, وأول شيء أحرقه هو أنا, أحترق في شبر كأس ... الحياة كذبة كبيرة, ويبقى الأمل, لا تقلق أنا أحب, ارحل بعيداً, بعيداً جداً, برحيلك سأحيا, فقط افعل ذلك, أنت كذبة كبيرة, وأنا مجرد أمل, أنا الشمس, التي تجد شمسها في عيونك والقلب, لماذا كل هذا الخيال يخرج من رأسك, يوماً ما سيصبح للكلمة روح ودم, وفي عيونك تسكن الكلمات, لا تترك الأشياء تعصف في قلبك وتؤثر عليك, ربما تملك حبي لكن لن تملك قلبي, وربما تملك قلبي لكن لن تملك روحه وأنت روحي, فمن ذا الذي يضحي بروحه من أجل الحب, وفي عينيك ملاك بلا ذات, عندما أجدك سأضع كل حبي فيك, ربما علي التضحية من أجلك, وعندما تموت سأجد البديل, وكيف سأجد البديل عن حبك في الحب, وراء كل روح مرآة ونافذة مغلقة, استمر في اللعب حتى تموت ولو بقيت طول العمر, التقط حروفي فلا ضير من تأليف كتابي, فإن بان لك خوفي, فلن تعرف خوف عذابي, وأخيراً وجدتُ قبري, مزخرف بتضاريس صدري, من الغباء أن تهرب من الموت, وأنا أحبك حتى الموت, قل لي أنك ما زلت على قيد الحياة, ففي خيالي رأيتك مع الأموات, وليس من مصلحتك أن تعبث مع الأشرار خاصة في الظلام ليس رعباً, بل رعباً حتى المماة, فلا بد من قتل حلمها, وذلك بحرق دمها, الذي يهرب بين الأحياء, فهي التي تألف اللعب كما تريد كي تنسا الذي مات, فلا يمكن للموت أن يعود محال, وأنا أحبك حب فاق الخيال, وحبك في قلبي كحب الأطفال, لكن الأشقياء, الذين يبيعون العروق للدماء, والحقيقة أنني أختلق الأحداث والأشياء, وأخترع قصص صفراء, حبي لكَ نار على ماء, عندما تبتعد في المياه, تحرك نحو ضميري وحطم الجدار, لا تضحك في الليل كي لا يصدمك البكاء في النهار, هي كالصداقة عبر الزمن, كذب واحتيال وربما كفن, كيف تتحدث مع شخص لا تراه إلا مع البخار, ومن وراء الزمن وقد تكذب أحياناً الأمطار, ومن الممكن أن تحرق الشمس .. من الممكن أن تأتي في أي لحظة, تعود الروح لتنتقم, لا بد أن تنتقم, من الممكن أن نحب لكن لا يمكننا أن نستمر, لم أعد أتكلم مع صمتي, منذ تعرفت على موتي, في مكان ما, التقينا كما افترقنا, فلم أشأ ازعاج وقتي, كأني كنت أعرفك, كأنك ظل يحرسك, من ظلي ينتقم, تحيتي مع أشواقي, وبحر حبك باقي في صحرائي, أحب الموت معك, عندما أفتح عيوني لا أريد إلا أن أراك, من خلف أدمعك, رأيتُ قرص أسود داخل الشمس, والبحر غاضب كالعادة وقد ابتلع الشاطئ بما فيه من صدف وبشر وهمس, ورغم أني حذرتهم لكنهم لم يروا سواد كلامي في الشمس, عودت نفسي أن تنتظرك, فهي لا تعلم خيرك من شرك, خير لك أن تتعلم كيف تتخلص من أشياءك القديمة كي لا تجدها مرة ثانية في مفردات جمرك, تبحث عن شيء تراه يسير لكنه غير موجود بالأمس, يوماً ما سأختفي وعندها فقط سيدركون قيمتي أنا, نحن إذا أردنا صنعنا المستحيل, فما وظيفة العقل والقلب إذاً, هذه أمور تحدث, لست أنا من يتكلم بل الشخص الذي في عقلي, ألم أخبرك منذ مدة أن هناك شيء ما في رأسي يكتب عني, وأنت لم تصدقني, بل غضبت مني, وفي الظلام خرجت من عيني, شمعة الآلام وهي تبكي لبكائي, وترحل تغرق في دمائي, وتحضن أحضان الشمس, لست أنا التي كنت أحترق باحتراقي, بل تلك النيران المبعثرة فوق تلك الشمس ...