كراستي بين يديها

أقبلت عليها هذه المرة وكلي أمسكه

وكلي جمعته في يدي

وكلي ينتظر ما يكمله

فقط في هذه المرة قررت أن أكمل كلي

إني هنا في هذه الكراسة

إني هنا ما بين السطور المبعثرة

السطور المتقاطعة والكلمات الغامضة

والأصوات الهامسة والألوان الباهتة

إني هنا في روح الخاطرة

الخاطرة هي مرآتي التي تخطفني داخلها

تحبسني فيها وتعكسني

كلي هنا في هذه الكراسة

أقبلت في هذه المرة وكلي أمسكه

وكلي أمل أن أكمله

وضعته بين يديها ولم آمن إلا لها

لتكمله

ولم أتصور غيرها ستكمله

أتيتها هذه المرة بعوالم أسراري

وكلي رعشات عابرة

أخبرتها أنها هنا معي في المرآة

صورتها هنا مستوحاة

من طيش المراهقة

من توقفات التخيل

من أضغاث أحلامي ورؤايا

أخبرتها بأنها تسكن هنا في الكراسة

منذ لحظات ميلادي الأولى

وفي هذه المرة كلي بين يدي محمولا

لأني وجدت من هو عنه مسئولا

جمعت كلي واتجهت لمن سيكمله

ويضع له الخاتمة الحائرة

قابلتها ببسمة مستبشرة

وبخطواتي المهرولة أتحدى المسافات

وأمتزج شعاعا واحدا مع التساؤلات

هل وماذا وكيف و و و ...

ولكن ليس من جواب

قبل أن تقرأني كلي

في هذه المرة سأقدم لها كلي

وبين الأمل والأسئلة والهرولة واللقاء

أتتني بطلعة متكاسلة

بهيئة منكرة

تراجعت قليلا بعد أن استودعتها كلي

انطفأت جزوة كانت في قلبي قبل لحظة

ولكن خلال لحظة

كتبت بسوط من غموض ما النهاية

رمت كراستي في صمت ومضت