مدخل: ما أصعب أن أشكو وجع حبك لغيرك
ما أفزع أن أمزق أوراقي معك
ما أشد فراغ الدنيا و أنت غائب و موغل التأصل في قلبي
ما أعظم ذنبي و أنا أردد في أعماق نفسي..أحــ بـــــ ك
كان من المقرر ألاّ أحبك
أيها القادم من زمن النار و الجنون
كان من المقرر ألا أحبك
لأنك ..هالة من الممنوع
و لأنك
ذلك الحب المحرم أبداً
لكن حدثت الطامة الكبرى
وأحببتك
كان من المقرر أن أقاوم شهبك و شظاياك
و صواعقك الحارقة
لـــــــــــكن
لم يكن من شأن قلبي حيالها
إلاّ التحديق بذهول مروع في تلك الأحطاب
و النيران التي تحوله إلى جزيرة حمراء
كان من المقرر
أن يركب وجداني رأسه
و يسقطك من جغرافية الوجع
و الحيرة
لكنك أيها الرجل
اقتحمتني..دون سابق إنذار
دون شفقة
كان من المقرر
أن أدخلك آمنة
بسلام
و أخرج منك بسلام
لكن حدث ذلك الزلزال الرهيب
و خلفني ضحية جاذبية
كوكبك السحري
و سلطانك القاهر
كان من المقرر ألاّ أحبك
أيها الرجل الذي
جاء إلى هذه المدينة البلحية
يتأبط أوراقه
يسفح دمه
بحرّها اللّافح
و كأنه جاء كي يكتب على جدران
قلبي بأحرف من نار
أنت كعبة الروح
كان من المقرر
أن أنجو من قبضتك الجهنمية السمراء
ركضا باِتجاه البحر كي أغسلني منك
مخلفة حبك صدفا على الشاطئ الغريب
تلهو به يد المد و الجزر
لكن ما إن تعالت صيحات الموج
حتى حولني التيار
إلى صدف تلهو به يداك
كان من المقرر
أن ألملم نفسي
نبضاتي
و أوراقي
و أوصد البحر و كل
العراءات من خلفي
و ألتزم بما تقتضيه طقوس القبيلة
لكن جئت كالشاة المهيأة للذبح
أمد عنقي
و أمعن النظر في سكينك ذو الحدين
مؤمنة بحتمية الإذعان
كان من المقرر ألا أحبك
لأنك رجل بإمكانه أن يحولني
إلى مشروع امرأة منتهية
و لكنني أحببتك
حدثت الكارثة و احببتك
حدث الطوفان..و أحببتك
حدثت رجّة في القلب و أحببتك
كان من المقرر
أن أرفض حبا
أعرف تاريخ موته
و أحفظ منذ الآن
كلماتي التأبينية له
و لكنني أحببتك
كان من المقرر ألا أحبك
لأنه و أنا في طريقي إليك
كنت أدرك أنك مشروع
رحلة يتوجها الدمار
و الخراب
و الألم
بعد أن تبلغ ذروة النمو و الحياة
و تتغذى من ثمار الأشجار المحرمة
و تصبح تلك الشجرة
التي أكل منها آدم و حواء
كان من المقرر
أن أكرهك لأنك هوة مفتوحة
صوب عوالم الانقراض و الفناء
و لكنني أحببتك و انتهى الأمر
و ما جدوى أعراس الرفض
و حتميات اللاقبول
في مرحلة ختمت فيها
جميع القرارات
بالشمع الأحمر
لأن الأمر حدث
و أ ح ب ب ت ك
بلا مخرج