منتديات زوبعة % only 1
اهلا ومرحبا بك يا زائر في اسره منتديات زوبعة % only 1

نتشرف بدخولك بالمنتدى

وترسم عليه رسمتك ابداعك ، وتفيد وتسفيد بيننا سويا ،

و نرتقى بمنتدانــا الى قمه المنتدايات وتميز والجديد بأستـــمرار

منتديات زوبعة % only 1
اهلا ومرحبا بك يا زائر في اسره منتديات زوبعة % only 1

نتشرف بدخولك بالمنتدى

وترسم عليه رسمتك ابداعك ، وتفيد وتسفيد بيننا سويا ،

و نرتقى بمنتدانــا الى قمه المنتدايات وتميز والجديد بأستـــمرار

منتديات زوبعة % only 1
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات زوبعة اكبر موقع للمهرجانات الشعبى فى مصر
 
الرئيسيةالرئيسية  قصة المناضله الصغيرة بقلم اختها وصديقتي  Empty  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 قصة المناضله الصغيرة بقلم اختها وصديقتي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
DEsIGN PoLICE
عضو ذهبى
عضو ذهبى
DEsIGN PoLICE


عملـيـ : قصة المناضله الصغيرة بقلم اختها وصديقتي  Unknow10
مزأجيـ : قصة المناضله الصغيرة بقلم اختها وصديقتي  8010
انـأأمـ،ـن : قصة المناضله الصغيرة بقلم اختها وصديقتي  My_own21
 انأأ : ذكر
مساهماتى : 1218
تاريخ التسجيل : 13/06/2011
عمرى : 26

قصة المناضله الصغيرة بقلم اختها وصديقتي  Empty
مُساهمةموضوع: قصة المناضله الصغيرة بقلم اختها وصديقتي    قصة المناضله الصغيرة بقلم اختها وصديقتي  Icon_minitimeالخميس يوليو 14, 2011 8:11 pm

فأرجو لي ولكم الفائدة من أحداثها المليئة بالعبر والعظات ويعلم الله أني ماكتبتها هنا إلا ابتغاء الفائدة والنفع للجميع ...
علما أنني سأكتبها على هيئة حلقات متتالية ،... راجية من الله التوفيق والسداد ,,,



قصة من الواقع ...المناضلة الصغيرة .. (1)



أجلس على طاولة قريبة منها ...وهي تغط في سبات عميق ،،،


فمنذ بدأت هذا العلاج ( أو بالأصح هذا السم القاتل ) ..العلاج الكيماوي... وهي نائمة ،



تنهض فقط لتصلي أو لتتناول شيئا من الطعام....


ولأن اليوم هو اليوم الثالث منذ بدء العلاج فقد باتت تظهر عليها أعراض...


مثل الغثيان ، الإمساك ، وعدم القدرة على تناول الطعام وفقدان الشهية والتعب والدوار ...


وأشياء كثيرة ،،،


تعكر صفو وجهها الجميل وتبعد عن عينيها تلك اللمعة المشعة بالصدق والطيبة والمحبة


لتبقي مكانها دمعات حائرة تائهة وخائفة مما هو آت ...



تأخذ نفسا عميقا ... وحينها فقط تستطيع أن تشعر بمدى الألم الذي تحسه دون أن تتلفظ بأي كلمة على الإطلاق ....!!



يقتلني هذا الإحساس بالعجز ...!!!


تجاه ما تحس به طفلتي الصغيرة ، ولكن يحييني من جديد يقيني بالله وحبي الكبير له ،


فهو الذي يمدني بالأمل والقوة والصبر وبدونه لا أملك سوى الضياع والغرق في متاهات الألم ..



ولكن ... الحمد لله،،


لازلت قادرة بفضل الله وكرمه على العطاء وعلى مساندة صغيرتي كي تحيا بحب الله والرضا بقضاءه وقدره ...


فقد أراد المولى أن تصاب تلك الرائعة .. طفلتي الحنونة بذلك المرض (السرطان)



ولا زلت أذكر ذلك اليوم عندما علمت بالتشخيص النهائي للأطباء...


نظرت إلي بكل قوة وكبرياء وقالت : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ...


فلم أمتلك سوى أن دمعت عيني فقد اعتدنا على من يصاب بالبلاء قول إنا لله وإنا إليه راجعون ....


ولكن هذه المره كان الأمر مختلفا ...فهاهي الطفلة ذات ال17 ربيعا تحمد الله عند سماعها لأقسى خبر يمكن لأي إنسان أن يسمعه ...


أنها مصابه بمرض يسمى


Ewing Sarcoma



من أكثر أنواع السرطانات ندرة بين الناس ومدة العلاج ستكون سنة على الأقل مابين العلاج الكيماوي والإشعاع !!








(2)


نهضت نضال من نومها ، وبدت لي أفضل قليلا .. ولكن هذه القليل تعني لي الشيء الكثير ...!!


في الحقيقة لا يستطيع أحد فهم مشاعري فجميعهم يعتقدون أني قوية بما يكفي لمواجهة كل الأمور ..


ولا تتخيل كم يؤلمك هذا الشعور ...أنك يجب أن تظهر القوة والابتسامة والتفاؤل بينما ينزف قلبك من شدة الألم


وترغب بالبكاء ولكنه بالنسبة لي بكاء صامت ...بلا صوت ولا أصداء...




هاهي ترفع رأسها بصعوبة وتعب شديد ...ذلك السم القاتل إنه ينال منها تدريجيا ....


أصبحت لاترى في ملامحها سوى التعب والألم وحزن خفي تحاول جاهدة إخفاؤه عن من حولها


ولكنه رغما عنها يرسم في عينيها ظلالا سوداء ودمعات لا زالت حائرة بين أجفانها تأبى النزول ...!!


اقتربت منها ووضعت يدي على صدرها وبدأت أقرأ سورة البقرة


لأنها لم تعد قادرة على قراءتها بشكل يومي كعادتها سابقا بسبب الدوار وعدم القدرة على التركيز ...(الأعراض الجانبية للأدوية ) ..



بسم الله الرحمن الرحيم

(ألم ...ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين، الذين يؤمنون بالغيب ، ويقيمون الصلاة وممارزقناهم ينفقون..


والذين يؤمنون بما أنزل إليك وماأنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون..)




وقبل أن أكمل ....تنظر إلي بحزن شديد وتجهش بالبكاء ....دموعا حارة صادقة... مليئة بالألم ...


لطالما حاولت حبسها ولكنها أبت إلا أن تنزل لتحرق قلبي وتزيد خوفي على طفلتي الصغيرة...


ضممتها إلى صدري وقرأت عليها الرقية الشرعية وقلبي يعتصر ألما ...


لم أعرف أنني أحبها لهذه الدرجة ... صحيح أنني أختها الكبرى


ولكنني في تلك اللحظة شعرت بأنها ابنتي وأحسست بمشاعر الأمومة الصادقة


تجاهها ...كم هي عظيمة تلك المرأة ........( الأم )...!!







(3)


جاءت أم ملاك لزيارتنا ....وجاءت في الوقت المناسب ،،
فقد كنا بأمس الحاجة لدفء كلماتها وحنانها ،، بالرغم من أننا تعرفنا عليها للتو ،،


هنا في مستشفى الحرس الوطني في الرياض عندما كانت تأتي لزيارة أخت زوجها أم أحمد ،، المرأة الأكثر من رائعة...
والتي كانت ترقد في السرير المجاور لسرير نضال وأحاطتنا هي وأختها منى التي تعمل في نفس المستشفى بكل الحب والاهتمام ...



هم أناس رائعون تعلمنا منهم معنى الحب في الله وكانوا لنا سندا في غربتنا حيث لا أهل ولا أصدقاء....



رغم أن نضال تبدو أفضل قليلا ..إلا أنها لازالت تبكي بين الفينة والأخرى
فشعورها بالملل يقتلها وأشعر بها كالعصفور السجين في قفص يبحث عن الحرية وتحريك جناحية في الفضاء الواسع ....




نامت نضال ووجهها البريء يملئه التعب والشحوب .... أه لو تدرون بمرارة شعوري هذه اللحظة ...


لا أستطيع القول سوى إنا لله وإنا إليه راجعون...



منذ الصباح الباكر ..ذهبت نضال إلى غرفة العمليات لإجراء مايسمى بالقسطرة الوريدية
وهي عملية تجرى لتسهيل إعطاء الكيماوي بدون الحاجة لوضع إبره في اليد ..
وعند عودتها من هناك بدا لي وجهها أصفرا شاحبا ...
وعينيها مليئة بحزن شديد ..وصمت قاتل....!!!



وبعد لحظات ...تجهش صغيرتي بالبكاء ..دمعات حارة ..


من أعماق قلب جريح ...!!!
وأضمها إلى صدري واذكرها بقول


( لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين) ...



فتجيب : تعبت .....تعبت ....أريد العودة للحياة..!!!


وأقول : حبيبتي ...تذكري أيوب عليه السلام كم كان صبورا على البلاء .. واحتسبي الأجر عند الله ..


ترجع رأسها للوراء ...وكأنها تتأمل ...



وأراها شاحبة .... ذابلة كتلك الورود البيضاء في المزهرية...
رغم وجود الماء تحتها إلا أنها تذبل تدريجيا ...وأخشى أن حبيبتي الصغيرة تسير على خطى تلك الورود ...
ولا أملك لها سوى الدعاء بأن يلطف بها اللطيف الحكيم ...


(4)



هاهي أيام الجرعة الأولى من العلاج الكيماوي تمضي،،


ويحين موعد عودة نضال إلى أرض الوطن .. وأرى ابتسامة مشرقة على محياها ...


كم هي سعيدة بالعودة لتلتقي أهلها وإخوتها


وتوأمها التي تفتقدها كثيرا ...




منذ عودتنا من الرياض ...والأعراض الجانبية للعلاج الكيماوي تتوالى....


نقص المناعة ، نقص الهميجلوبين ، نقص الصفائح الدموية ، وبعض المشكلات الصحية الأخرى ..


وكلها أمور محتملة على قسوتها ...




ولكن الأكثر قسوة ومرارة ...كان ذلك الموقف ..


الذي لم نجهز أنفسنا لاستقباله بالرغم من أننا نعلم بأنه لابد ويحدث ولكننا على ما يبدو لازلنا غير مستعدين لقبوله ..!!




تجلس نضال قريبا من المرآة ،، وتضع يدها في شعرها المسدول على كتفيها ، وكأنها تودعه ....!!!


فإذا بها خصلات من الشعر تتهاوى بين يديها الصغيرتين !


وكلنا متجهمين ننظر إليها بخوف وتكاد دموعنا تسبق نظراتنا ...




فتبتسم ....!! وتنظر للمرآة وتقول :


تُرى كيف سأبدو ؟؟
ثم تصمت هنيهة وتكمل : أظن أنني سأكون كما الطفل الرضيع !!!



ويبكي كل الحاضرون ...ماعدا هي... صغيرتي المناضلة ..


تبتسم وتنظر للمرآة بكبرياء جريح ..


فتقف الدمعات حائرة والكلمات تائهة أمام هذا الصمود ... وهذا النضال المستميت ...




وبعد أقل من يوم كانت نضال كما الطفل الرضيع ليس في رأسها سوى بضع شعرات لازالت عالقة هناك ...



ولكن ...سبحان الله ...


تبدو لي أكثر جمالا وبراءة ..فعلا صارت كما ظنت بربها ..كالطفل الصغير بكل ماتحمله الكلمة من معنى ...


ويوما تلو الآخر يزداد حبنا لها وتعلقنا بها ..





(5)



تمر الأيام....وتتوالى جرعات العلاج الكيماوي في الرياض ..


بما فيها من عناء ومشقة وبما فيها من ألم وخوف وحيره ....




وبعد انتهاء الجرعة الثامنة تقريبا ، تأتي البشرى السارة ..


بأن حجم الورم الموجود في عضلة أسفل البطن قد تقلص كثيرا...


وأصبحت عملية إزالته بإذن الله أمرا وشيكا ،،،



ولكن خطة الفريق المختص تقتضي أن نبدأ بالعلاج الإشعاعي لمدة شهر متواصل ابتغاء نتائج أفضل ...


ولكن هذه المرة سيكون العلاج على أرض الوطن وهذا بالنسبة لنضال خبر مفرح آخر...


حيث ستظل قريبة من أهلها دون الحاجة للتنويم داخل المستشفى ...




ولكن للأسف ،، بعد انتهاء نصف المدة تقريبا منذ بدء الإشعاع ،


تتعرض نضال لحروق شديدة في منطقة الحوض كنتيجة حتمية لهذا العلاج !!



وعندما يزداد الوضع سوءا يقرر الطبيب تنويم نضال في المستشفى لإعطائها مضادا حيويا في الوريد


خشية حدوث الالتهابات خصوصا أن منطقة الحرق منطقة حساسة جدا كما تعلمون ...




وهنا تكون المفاجأة ..أو الصدمة بالنسبة لي فكوني ممرضة طلبت السماح لي بوضع الكريم الخاص بالحروق لنضال


وتوقعت أن أرى حروقا طفيفة ، احمرار، أي شيء من هذا القبيل>>>




ولكني صدمت عندما رأيت حروقا شديدة وانتفاخات مؤلمة مليئة بالماء ،،


يا إلهي.. لا أصدق ما أرى


كيف استطاعت صغيرتي تحمل هذا المنظر القاسي ؟؟


كيف استطاعت تحمل هذا الألم ؟؟




فو الله لو أن هذه الحروق موجودة في اليد أو في أي منطقة من الجسم لكان الوضع صعبا والمعاناة كبيرة


فكيف وهذه الحروق موجودة في منطقة حساسة للغاية يتجدد فيها الألم مع كل مرة تقضي فيها حاجتها أكرمكم الله ..!!!



عندما رأيتها ..تجهم وجهي ولكنني وضعت الكريم بصمت شديد
حتى لا تلاحظ حبيبتي مدى الحزن الذي شعرت به تلك اللحظة ...


ولكني لم أتمالك نفسي فأجهشت بالبكاء فور وصولي للمنزل ،،،


بكيت وبكيت حتى جفت دموعي....


ليس اعتراضا على قدر الله ولكن لأنني كنت أتوقع أننا من سيساند نضال في مرضها ومعاناتها


فاكتشفت أنها هي من يساندنا وهي من تمدنا بالقوة والصبر بقلبها النابض باليقين بالله !




لازلت أذكر تلك الأيام قبل مرضها ، عندما كنا نتسابق على الصلاة في أول الوقت فكانت دائما الأولى !!


وكنت أستغرب!! فمتى تتوضأ ؟



وعندما سألتها قالت لي كلمة رائعة : أنا دائما على وضوء!!


وهذا أمر لايستطيعه كل أحد فعرفت يومها أن نضال مختلفة عن الجميع...


لم تضيع الله فكيف يضيعها الله ؟؟؟





(6)




مضت الأيام وانتهت مدة العلاج بالإشعاع ..


ولم يتبقى منها سوى آثار تلك الحروق المؤلمة ..



بعدها كان لابد من العودة إلى الرياض ،، لتقييم الوضع وتحديد الخطوة القادمة بإذن الله ...


وفور وصولنا إلى هناك أمر الطبيب المختص بعمل صور مقطعية لكل الجسم


حتى يتمكن الأطباء من معرفة حجم الورم الأصلي وما إذا كان قد انتقل إلى موقع آخر لا قدر الله ..


وهذا إجراء روتيني ولكنه ضروري ..




في تلك الفترة .. كانت نضال تستخير لإجراء العملية ولا تدري أين تكون الخيرة فهي عملية كبيرة وخطيرة للغاية


وقد يكون لها مضاعفات كثيرة فكان لابد من الاستخارة !!




أتمشى مع نضال بين الأجنحة .. وتحب نضال أن تزور المرضى لتشجيعهم ومواساتهم كما هي عادتها دائما ،،


أحب ذلك التفاؤل في عينيها وتلك الابتسامة التي تودع بها أولئك المرضى ...





الساعة الآن التاسعة والنصف صباحا ..


يدخل فريق الأطباء المختص المكون من عدد من أخصائيين الأورام والطبيبة النفسية والمثقفة الصحية وآخرين إلى غرفة نضال..


وتبدو على ملامح طبيبها المباشر بعض الغرابة ،،


لا أدري أحس أن هناك أمرا مختلفا هذه المرة ....




وبدل أن يتحدث الطبيب عن العملية المقرر إجرائها


يبادر نضال بسؤال غير متوقع !!




الطبيب (المصري): نضال ،،، بتحسي بتعب أو ضيق في النفس أثناء المشي ..؟؟


نضال : أي دكتور أحس أحيانا بس مو كثير يعني ..


الطبيب: طيب ..بتحسي بألم في صدرك ؟؟


نضال : إذا أمشي مسافة طويلة أحس بألم في الجهة اليمين ..!!




يتجهم وجه الطبيب قليلا ويبدو أنه يحاول إخفاء أمرا ما..


ينهي الحديث سريعا ويخبر نضال انه سيعود قريبا لرؤيتها مجددا ويغادر الغرفة ومن معه ..



لحقت بهم سريعا ...


وسألت الطبيب : دكتور طمني فيه شي يديد ؟ الصور طلعت ولا بعدها ؟


يقول بتجهم : هي طلعت بس لسه النتايج مش نهائية .. هارجع بعدين عشان أكلمكم ماتئلئيش .. ويغادر المكان سريعا..




أنادي المثقفة الصحية التي كانت تحب نضال كثيرا وتعتبرها بمثابة الأخت لها ،


فتقف أمامي وهي صامتة وأنظر إليها باستغراب...


وفجأة تسقط من عينيها دمعات.. حاولت جاهدة إخفاؤها ..




فقلت بنبرة صارمة ؟ قولي لي ما لجديد؟


فتظل صامتة ...ولأنني أعرف طبيعة هذا المرض جيدا وأعرف ما تعنيه تلك الأسئلة بادرت بقولي :



انتقل إلى الرئة ؟؟ صحيح ؟



لا تتمالك نفسها وتبكي بحرارة وتقول: أعتقد


ولكن قد نحتاج لمزيد من الصور للتأكد ... قلت: طيب فهمت..


ودعتها ... ورجعت إلى الغرفة
وقبل الدخول حاولت اصطناع ابتسامة صفراء على وجهي كي لا أثير قلق حبيبتي ومخاوفها ...



فنظرت إلي و قالت : هل قال شيئا،،


قلت : لاشيء مهم حبيبتي فقط أنهم لازالوا ينتظرون نتائج الصور النهائية..


توكلي على الله ..




في اليوم التالي يعود الطبيب مع الفريق المختص لزيارة نضال وهذه المرة يكون أكثر وضوحا ..


فينظر لنضال بجدية ..


ويخبرها أن هناك ثلاث نقاط في الرئة قد تكون من نفس النوع ولكن للتأكد من ذلك


يجب إجراء عملية صغيرة لاستئصالها وفحصها مخبريا ..




تحاول نضال أن تتمالك نفسها ولكن علامات الاستغراب والذهول تبدو واضحة على ملامحها ...


يغادر الأطباء ..وفور خروجهم من الغرفة



تنهار نضال وتبكي بحرقة شديدة لم تبكي هكذا منذ بداية مرضها ..!!



أضمها.. وأحاول تهدئتها


وأقول: حبيبتي تحملت كثيرا وهذا اختبار من الله كي يرى مدى صدقك وثباتك


فهوني عليك ..


تنظر إلي بنظرة حزينة وهي تبكي وتقول :
ليست المشكلة عندي في الخبر الذي سمعته الآن ... وتصمت


فأبادر بالسؤال إذا لما تبكين بهذه الحرقة ؟؟؟


فترد علي بصوت متقطع :


لأنني أدعو الله بالشفاء وهذه التطورات لا تشير إلى شفاء قريب ،،


فهل معنى هذا أن الله لا يستجيب لي ،، هل معنى هذا أن الله غير راض عني ؟؟




ياااااالله ...
هل هذا هو الهم الذي تحملين بداخلك ؟ هل هذا هو ما يؤرقك ؟؟


تدمع عيني ولا أستطيع إخفاء دهشتي مما سمعت ثم استجمع قواي


وأقول لها اسمعيني حبيبتي سأشرح لك أمرا مهما ..



عندما ندعو الله بصدق ويقين فلابد من أربعة أمور:


إما أن يستجيب الله لنا في الدنيا ويحقق ما نريد ..


أو أن يؤخر الإجابة ليوم القيامة لحكمة يقتضيها سبحانه وتعالى


أو أن يدفع به عنا شيئا من البلاء بقدره


أو أن يكتب لنا به حسنات وأجر كبير يثقل موازيننا يوم لا ينفع مال ولا بنون ...




وما أن انتهيت... حتى مسحت دموعها وتوقفت عن البكاء


وقالت : لم أكن أعرف هذا من قبل ، الحمد لله يعني الله معي يسمعني ويراني


وإن أخر استجابة دعاءي فلحكمة يراها هو .. يارب لك الحمد...


الآن أنا مطمئنة تماما وسأظل أدعو ربي بنفس الثقة واليقين ..


اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ..






وللأحداث بقية ...



(7)



كان خبرا صعبا .... ذلك الذي أخبرنا به الطبيب بالأمس


فبدء تحرك الورم ليس إشارة طيبة على الإطلاق وخصوصا هذا النوع من الأورام .. فله قدرة عجيبة على الانتشار سريعا ،،


نسأل الله العافية ..



بعد حوالي ساعة من دخول نضال غرفة العمليات ، ألتقيها في غرفة الملاحظة ، تبدو شاحبة كثيرا ،، ومتألمة ....!!


تطلب مني قليلا من الماء ولكن لا تسمح لي الممرضة بإعطائها،،،


كل ما أستطيعه هو وضع قطعة مبلله من القماش على شفتيها ..!!




في صباح اليوم التالي ، تبدو لي نضال أفضل قليلا ، ويأتي الجراح للاطمئنان عليها ..

ثم يلتقيني ووالدي خارج الغرفة ليخبرنا بأنه تم استئصال ثلاث نقاط من الورم


ولكن للأسف تم اكتشاف نقطة رابعة بعيدة عن تلك الثلاث في

الرئة اليمنى وهذه الأخيرة لم يتمكنوا من إزالتها !!!


وبعد تحليل تلك العينات ثبت أنها من نفس الورم الأصلي ...


إنا لله وإنا إليه راجعون ...ولا حول ولا قوة إلا بالله ..




تمر الأيام وتتحسن نضال مع العلاج التنفسي والتمارين الخاصة بالرئة لتقوية التنفس...


ويحين موعد العودة للوطن بعد ما تقرر إلغاء العملية فلم يعد مهما استئصال الورم الأصلي

بينما هو موجود في موقع آخر أشد خطورة من سابقه...




حتى يحين موعد الجرعة القادمة من الكيماوي ، تحاول نضال ونحن معها الاستمتاع بأوقاتنا قدر المستطاع ....

فيكفينا أننا لازلنا مع بعضنا البعض ،






بعد جرعتين تقريبا من الكيماوي ..




وفي الزيارة الأخيرة للرياض يخبرنا الأطباء أن المرض بدأ بالانتشار بعنف

وأن عدد النقاط في الرئة يصل الآن إلى ثلاثين نقطة !!!


تتدهور حالة نضال الصحية وتعاني من تكون الماء على الرئة


حيث اضطر الأطباء لسحبه في عملية قد تبدو سهلة ولكنها أبكت نضال لدرجة


الصراخ من شدة الألم ...



نسيت أن أخبركم أنه في آخر صورة مقطعية للجسم اتضح انتقال الورم للكلى والكبد ..


فكما أخبرتكم سابقا هذه طبيعة الساركوما العنيفجدا !!


فكل هذه التطورات حدثت في حوالي شهرين من اكتشاف وجوده في الرئة ..


ولكن لا نستطيع إخبار نضال .. ليس مفيد أن تعلم بهذا فحالتها النفسية هي الأهم في هذه المرحلة ..



بعد عملية سحب الماء عن الرئة ينصحنا الأطباء بالعودة لأرض الوطن وأنه لا داعي للرجوع مجددا للرياض ..


أقسى كلمات يمكنك أن تسمعها !!







وللأحداث بقية ... ولكنها ليست بالكثير ..

عذرا على رداءة الاسلوب القصصي في هذا الجزء ولكن طاقتي استنفذت ..



(8)




بعد حوالي أسبوع من وصولنا للبحرين تصر نضال على الذهاب لأداء العمرة



كما فعلت سابقا في بداية مرضها حيث أصرت على الذهاب للعمرة قبل الجرعة الأولى من الكيماوي



وكانت تلك هي المرة الأولى التي تذهب فيها إلى هناك ...




لم نتردد أبدا في تحقيق رغبتها وبالفعل تم حجز الفندق وأكملنا كل الإجراءات اللازمة لضمان راحتها خلال السفر ..




أرافقها كالعادة ... للاهتمام بها وإعطائها الإبر والأدوية في أوقاتها فهي



تأخذ الآن أكبر جرعة من المورفين لتخفيف الألم!!!




وللقراءة عليها طبعا فالرقية الشرعية كان لها بالغ الأثر في تخفيف آلامها خصوصا وأن قلبها الطيب ينبض باليقين بالله ...






علمتني الكثير هذه الطفلة ...


تذهب كل يوم مع أخي لشراء الوجبات وتوزيعها على الفقراء والمساكين الموجودين في الحرم المكي ..


وعندما تعود للغرفة لا تستطيع أن تذوق الطعام حتى .. لشدة إحساسها بالغثيان والإستفراغ المستمر!!



ولكنها بالرغم من كل هذا تبتسم وتمازحني بذلك المسدس اللعبة الذي تحمله
فتطلق علي فقاعات الماء والصابون وترغمني على النهوض من السرير للعب معها ... كم أحبها ..





كانت أياما جميلة قضيناها هناك في بيت الله الحرام ورغم كل شيء إلا أن صحة نضال كانت جيدة
ولم تعاني هناك ولله الحمد من أي انتكاسة بل على العكس كانت أقوى وأفضل ما يكون
حتى أننا اتصلنا بطبيبها الخاص من هناك ولا تتخيلوا كم تفاجأ فوضع نضال الصحي لا يسمح بالسفر
ولكنه لطف الله وتيسيره لعباده حتى أنه طلب منها الدعاء له !!


سبحان الله ..





بعد عودتنا بأسبوعين تقريبا بدأ وضع نضال الصحي بالتدهور مجددا


فكان لزاما علينا تنوميها في المستشفى فهي تعاني من ضيق شديد في التنفس والتشخيص الأولي كان وجود ماء على الرئة


ولكن عند محاولة سحبة تفاجأ الطبيب بخروج الدم بدلا من الماء فأوقف العملية


وبعد عمل صور الأشعة اتضح أن وضع الرئة خطير للغاية


وأنه لا جدوى من أي شيء !!





ياااالله بيتنا تملئه الأنوار .. تلك التي يستخدمونها في الأعراس فأتساءل


من ؟من العروس؟؟ ويردون علي إنها نضال هاهم يجهزونها ،،


بسم الله الرحمن الرحيم ، أستيقظ من النوم وقلبي ينبض بسرعة ... وأقوم مسرعة باتجاه نضال .. الحمد لله إنها بخير ..!!





في اليوم التالي وقت الفجر .. تنهض نضال لتصلي وفور انتهاءها من الوضوء تشعر بضيق شديد في التنفس ..
يا إلهي أشعر وكأنها تختنق ..


أنادي الممرضات بسرعة وأرفع نسبة الأكسجين ولكن لا فائدة
لابد من نقلها إلى غرفة قريبة من قسم الممرضات للملاحظة عن قرب ..


وبعد أن تم النقل يقوم الأطباء بوضع نوع من الأجهزة لمساعدة نضال على التنفس


وهو عبارة عن ماسك غريب نوعا ما ولكنه ليس بجهاز التنفس الصناعي المعروف ..
لان الأخير لا جدوى منه ..أيضا !!





كان هذا اليوم هو الاثنين ، آخر أيام امتحانات الثانوية ،


تخرج توأمها من المدرسة متجهة فورا إلى المستشفى لتبقى قريبة من أختها .. وصديقتها .. وتوأم روحها ..




نجتمع كلنا حولها ،، تتنفس بصعوبة رغم وجود ذلك الجهاز ..


منظر قاس ،،،


يسقط أخي أرضا وينقلونه إلى قسم الطوارئ ،


لم يستطع تحمل المنظر .. !!




رغم كل شيء .. تحرص نضال على التيمم وتجمع الصلاة وتقول الأذكار
وتذكرنا بها ، إي والله تذكرنا بها ,,,



وعندما نذكرها بالشهادتين تحرك السبابة وتهز رأسها فهي تتكلم بصعوبة في وجود هذا الماسك الثقيل ،،،


أقف إلى جانبها طوال الوقت وأضع يدي اليمنى على رأسها وأقرأ المعوذات وآيات شرح الصدر والسكينة....




وللأحداث بقية ...



(9)


يوم الأربعاء .. منذ الصباح الباكر تبدو نضال أفضل كثيرا ...


نسبة الأكسجين ارتفعت عن ليلة أمس بشكل ملحوظ ..




فيما عدا أعراض غريبة نوعا ما ،،



تطلب نضال منا خفض ارتفاع السرير .. ونقول لها أنه منخفض إلى أقصى حد ولا يمكن خفضه أكثر ... فتصمت



ثم تطلب منا إرجاع السرير ليصطدم بالحائط ونقول لها أن هذا هو وضعه الآن ..فتصمت



أثناء مساعدتي للممرضات في تبديلها تنظر إلي وأشعر أن رأسها يدور



وتضمني إليها بقوة كما لم تفعل قبلا ... كم أشتاق لضمتها تلك ....





تصلي نضال المغرب والعشاء جمعا ، ونقف جميعا حولها ،



تبدأ بالدعاء ونأمم من خلفها .. تدعو بأمور كثيرة



ولكن ما هز كياني هو ذلك الدعاء



عندما قالت :


اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك !!



أمور عظيمة تلك التي تشغل بال طفلة ..





الساعة الحادية عشر تقريبا ...



مؤشرات التنفس ونبض القلب والضغط كلها ممتازة وليس هناك ما يشير للخوف ولله الحمد ...



يخرج والدي وإخوتي للانتظار خارج الغرفة ...




وتذهب توأم نضال لأخذ غفوة بسيطة فمنذ يومين لم نذق طعم الراحة



وحتى نضال لم تنم منذ يومين ..



ولم تذق شيئا سوى ماء زمزم ، والغريب كذلك أنها لم تأخذ شيئا من أدوية تخفيف الألم .. لاشيء أبدا .....




بعد ذهاب توأمها .. بقيت معها وحدنا ...
أمسك بيدها وأنظر لوجهها .. تبدو لي أكثر جمالا ووجهها يشع نورا ..




تطلب مني لأول مرة إطفاء الأنوار ... ثم تقول لي نامي ، ارتاحي ...!!



وأرد عليها لست متعبة حبيبتي ، حاولي أن تنامي أنتي وسأراقب الأجهزة



ولكنها ترفض وتضع يدها على رأسي وتشدني بلطف نحو السرير



فأرفع رأسي وأقول لها سأنام ولكن بعد ما نقول مع بعض



لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير 100 مرة ..


فتهز رأسها بالموافقة .. .. ونبدأ ..





وبعد دقائق ... وبشكل مفاجئ .. يبدأ الأوكسجين بالنزول وتفقد نضال الوعي



... وأنادي الممرضات وتوأمها ...



قلبي يعتصر ألما واشعر أن الدنيا كلها تدور من حولي :



نضال... نضال .. ردي علي أرجوك .. ولا تجيب



ووسط كل تلك المشاعر المتضاربة شيئا بداخلي يقول لي :


المؤمن عند الصدمة الأولى ...المؤمن عند الصدمة الأولى ..!




فأتمالك نفسي واستجمع قواي ، وأحاول تهدئة إخوتي وأذكرهم بالاسترجاع ...



ومؤشرات القلب والأكسجين والضغط في تراجع ...




وفجأة...



تشهق نضال شهقتين متتابعتين ...



وتصرخ توأمها بقلب جريج وإحساس بالضياع :


نضال ، نضال ، لا تتركيني ، لا أستطيع العيش بدونك ...


لا أستطيع ... وتبكي ..
دموعا حارة تهز الجدران الباردة من حولنا ..





ويسقط أخي أرضا والكل من حولي في حالة انهيار


ولكنهم ولله الحمد يسترجعون (إنا لله وإنا إليه راجعون )



ولازلت أهدئهم وأذكر الله بصوت مرتفع لأذكرهم أن المؤمن عند الصدمة الأولى ...





يغادر الجميع الغرفة وأبقى إلى جانب حبيبتي ..



التي لطالما قاسمتها مشاعرها وآلامها وكل أحاسيسها المتعبة



والآن أشاركها اللحظة الأخيرة وأضمها إلى صدري ... جسد مرهق وأطراف باردة لا حياة فيها ...



أساعد الممرضات في عمل ما يسمى بالBaking وهو إجراء روتيني قبل أخذها للثلاجة ،،



لا أريد تركها وحيدة ...
ولكني مجبرة سيأتون لأخذها ولا أريد رؤيتها في ذلك الصندوق ...!!



أشعر بالضعف ... أقسى لحظة في حياتي كلها ..



أغادر مع أخي المستشفى ودموعي تسبق خطواتي ...




رحلت حبيبتي كأطياف السماء
كبقاياشمس ودعتنا في المساء


رحلت حبيبتي ولم تسمع منا النداء
لا ترحلي نحتاج لنبض قلبك المعطاء

لا ترحلي اصوات قلوبنا ....... أصداء
لا ترحلي ففراقك حتما.... شقاء

ويجيب صمت عينيهالتقتل فيناالرجاء
لاتلوموني فقد جف من صدري الهواء

وسامحوني فوالله مامني جفاء
ولكنها ارادة المولى فما نفع البكاء

رحلت حبيبتي كأطياف السماء
كبقايا شمس ودعتنا في المساء

والقلب يسأل أتراه يجمعنا لقاء
رحلت نضال فما جدوى الرثاء...!


أسأل الله أن يرزقنا الاعتبار بنا نقول ونسمع ....
وفقكم المولى لما يحب ويرضى

ويبقى الآمل ماااااااااااادامت الحياة ...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة المناضله الصغيرة بقلم اختها وصديقتي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» انا و نور - قصة حقيقية ... بقلم محمود غسان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات زوبعة % only 1 :: القسم الادبى :: القصص والروايات-
انتقل الى: